أَنَا اليَوْمَ مَعَكُمْ ... وَغَدَاً تَحَتُ التُرَاب ::...
همسات
الحَيَاةُ رُغْمَ جَمَالُهَا
إِلا أَنًهَا تُعَانِي مِنْ بَعْضِ الْبِثُورْ
فَلَا تَدَعْهَا تُقْلِقُكْ
وَابْتَسِمْ
سِرْ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ
رَافِعَاً شِعَارَ
" لَا يَأْسَ مَعَ الْحَيَاة"
عِشْ مَا بَدَا لَكَ سَعِيدَاً
فَسَيَأَتِي يَوْمَاً تَنْدَمْ عَلَى مَا مَضَى
وَلَمْ تَسْتَغِلَهْ
عِشْ بَأَمَانْ فِي رِضَا الرَحْمَن
اعْدِمْ العَقَبَاتْ التِي تُوَاجِهُكَ
اقْتُلْهَا ..
لا تَلْتَفِتْ لَهَا
اقْهَرْ الهَمْ
بِقَوْلِكَ لِهُ
"إنَ لَكَ رَبٌ كَبِيرْ"
ارْفَعْ نَظَرُكَـ لِلبَارِي
اسْرِدْ لَهُ مَا يَجُولُ بِخَاطِرِكَـ ..
صَدِقْنِي لَنْ تَنْدَمْ
سَيُقْبِلُ عَلَيْكَـ
وَيُوَاسِيكَـ وَيُهَوِنُ عَلَيْكَـ
سَيُبْعِدُ عَنْكَـ كُلَ الهُمُومْ ..
أَلَا تَرَى أَنَكَـ إِنْ لَجَأْتَ
لِصَدِيقِكَـ
تَجِدْهُ يُحَاوِلُ أَنْ يُبْعِدَ عَنْكَ الهَمُ وَالحُزْنُ
فَمَا بَالُكَ بِــ رَبِكَ
الذِي هُوَ ارْحَمُ وَاعْطَفُ مِنْ صَدِيقُكَ عَلَيْكَ
حَاوِلْ أَنْ تُرَفِهْ عَنْ نَفْسِكَ
اِذْهَبْ مَعَ أَصِدَقَاءُكَ
إِلَى أَيِ مَكَانٍ تُحِبُونَهْ
وَ تَعْشَقُونَ جَوَهْ
تَأمَلْ بَدِيعَ خَلْقِ رَبِكْ ..
تَأَمَلْ
"فَفِي التَأَمُلُ عِبَادَة"
تَأَمَلْ الْبَحْرَ وَسِعَتَهْ
كَيْفَ إِنَ الكَثِيرَ يَعْشَقُهْ
مَا السِرٌ فِي ذَلِكَ
مَا هُوَ إِلَا مَاءٌ كَثِيرْ
لِدَرَجَةِ يُغَطِي أَغْلَبِ مَسَاحَةِ هَذِهِ الأَرْضْ
مَا الَذِي يَجْعَلُ النَاسَ يَعْشَقُونَ الُلجُوءَ لَهْ
وَرَمْيِ همُومَهُمْ عَلَيْهِ...
أَهُوَ يَشْعُرُ بِهِمْ ؟!
أَمْ يُواسِيهِمْ وَيُبْعِدَ عَنْهُمٌ الهَمْ ؟!
قَدْ يَكُونُ مُسْتَوْدَعِ الأَسْرَارِ فَقَطْ ..
وَلَكِنْ لِمَ هُوَ بِالذَاتْ
هُنَاكَ الكَثِيرُ مِمَنْ لَنْ يَبُوحُ بِمَا تَقُولَهُ لَهْ ؟!
هَذِهِ بِضْعُ تَأَمُلَاتٍ
أَكْمِلْ أَنْتَ بَقِيَةِ التَأَمُلَاتَ
وَتَجَوَلْ بِنَاظِرَيْكَ لِكُلِ جَمِيلٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِ الله
لِتَتَعَبَدِ الله فِي تَأَمُلِهَا
تَعَلَمْ كَيْفَ تَصْنَعُ الْخَيْرْ
وَبَأَيِ الطُرُقْ
كُنْ كَالْأَطْفَالِ فِي عَفَوِيَتِهِمِ
اصْدِقْ مَعَ رَبِكَ
وَكَأَنَكَ طِفْلٌ تَحْكِي مَا أَزْعَجَكَ لِوَالِدَتِكَ
اذْرِفْ دُمُوعَكَ خَشْيَةً مِنَ الله
لِيُحَرِمْ وَجْهَكَ عَنِ النَار
لا تَتَكَبَرْ عَلَى النَاسِ فَهُمْ مِثْلُكَ بِالضَبْطْ
مِثْلُكَ يَمْلِكُونَ قَلْبَاً يَخْشَى الله
لا يَهٌمٌ المَظْهَر وَالشَكْل..
فَقَطْ الْمَكْنُون وَ الأَخْلَاق
فَقَطْ مَدَى التَصْدِيقِ بِالله
وَالإِنْصِياعِ لِأَوَامِرِه
نَمْ قَرِيرَ عَيْنٍ
بَعْدَ صَلَاةِ رَكْعَتَيْنِ
كُنْ مُتأَكِدَاً وَمُوقِنَاً بَأَنَ
الله لَنْ يَخْذُلَكْ
نَمْ وَابْتِسَامَةُ التَفَاؤُلِ
مَرْسُومَة عَلَى مُحَيَاكْ
نَمْ وَانْتَظِرْ غَدَاً
مُمْتَلِئْ بِالطَاعَةِ وَالحُبَ لله وَفِي الله
ابْتَسِمْ قَبْلَ نَوْمِك
لِتَبْتَسِمْ فِي نَوْمِكَ
ارْمِ كُلَ هُمُومِكَ
لِيَهْدَأْ بَالُكَ وَلِتَكُنْ أَحْلَامُكَ سَعِيدَة
أَحِبَتِي
أَنَا كُنْتُ هُنَا أَكْتُبُ لِأشْخَاصٍ طَالما أحببتُهُمْ
وَ اشْتَقْتُ إِلَيْهِم
أَشْخَاصٌ هُمْ بِالِنسْبَةِ لِي إِخْوَةٌ وَأَخَوَاتٍ
أَسْأَلُ المَوْلَى أَنْ يَجْمَعَنَا فِي جَنَاتِهْ وَأَنْ يَرْزُقَنَا الرِضَا
أَتَمَنَى مِنْكُمْ جَمِيعَاً الصَفْحَ وَالدٌعَاء
فأَنَا اليَوْمَ مَعَكُمْ وَغَدَاً تَحَتُ التُرَاب
تَذَكًرُوا أُخْتَاً لَكُمْ فِي الله
طَالَمَا أَحَبتْكُم فِي الله ولله